الذهب يواصل الصعود للأسبوع السابع على التوالي مدعومًا بضبابية الاقتصاد الأمريكي وتوقعات خفض الفائدة

سجل الذهب مكاسب للأسبوع السابع على التوالي، في أطول موجة صعود يشهدها منذ عام 2020، مدعومًا بحالة الضبابية التي خلفها الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، إلى جانب تصاعد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وارتفعت أسعار المعدن النفيس خلال تعاملات الأسبوع لتتجاوز مستوى 3880 دولارًا للأوقية، مقتربة من الحاجز النفسي البالغ 4000 دولار، رغم بقاء المؤشرات الفنية في منطقة التشبع الشرائي لأكثر من شهر متواصل.
الإغلاق الحكومي يربك الأسواق
وأفادت وكالة بلومبرج بأن الإغلاق الحكومي الأمريكي تسبب في تعطيل إصدار بيانات اقتصادية أساسية، أبرزها تقرير الوظائف الشهري، مما دفع المستثمرين للاعتماد على مؤشرات القطاع الخاص كمراجع رئيسية لتقييم الأداء الاقتصادي.
وأكد أوستان جولسبي، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن ولاية شيكاغو، أن غياب البيانات الرسمية يصعّب على صانعي السياسة النقدية تحديد اتجاه الاقتصاد بدقة، وهو ما يعزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين.
مؤشرات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي
تزايدت المخاوف بعد صدور مؤشر معهد إدارة التوريدات لقطاع الخدمات، والذي أظهر انكماش النشاط في سبتمبر للمرة الأولى منذ جائحة كورونا، بينما سجلت الطلبيات الجديدة نموًا محدودًا، في إشارة إلى ضعف اقتصادي متزايد.
ومنذ بداية العام، حقق الذهب مكاسب تقترب من 48%، ليقترب من تسجيل أقوى أداء سنوي له منذ عام 1979، بعد ارتفاعات متتالية على مدار الفصول الثلاثة الماضية.
مسار تصاعدي قوي منذ يناير
بلغ الذهب 2630 دولارًا للأوقية في يناير، وارتفع إلى 2850 دولارًا بنهاية الربع الأول بزيادة قدرها 8.4%، ثم واصل مكاسبه ليصل إلى 3200 دولار في الربع الثاني بزيادة 21.7%.
وفي الربع الثالث، قفز إلى 3600 دولار للأوقية بزيادة 36.9%، قبل أن يصل حاليًا إلى نحو 3880 دولارًا للأوقية، ما يعادل مكاسب سنوية تقارب 47.6% وفقًا لبيانات بلومبرج.
الطلب الاستثماري والبنوك المركزية
ويرى محللون أن هذا الأداء القوي يعكس قوة الطلب الاستثماري على الذهب، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية وتزايد التدفقات نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالمعدن الأصفر، فضلًا عن تصاعد المخاوف الجيوسياسية في عدد من مناطق العالم.
وأشارت توقعات الأسواق إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل سياسة التيسير النقدي، مع تسعير احتمالات بنسبة 95% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع أكتوبر، ونحو 85% لاحتمال خفض إضافي في ديسمبر.
التوقعات المستقبلية وتحذيرات فنية
وأكد خبراء اقتصاديون أن خفض أسعار الفائدة يقلّل من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، مما يزيد من جاذبيته مقارنة بالأصول ذات العائد، بينما يساهم ضعف الدولار الأمريكي في دعم أسعاره عالميًا.
ورغم الأداء القوي، حذّر محللون فنيون من أن استمرار مؤشر القوة النسبية (RSI) فوق مستوى 70 لفترة طويلة يُشير إلى حالة من التشبع الشرائي، ما قد يمهّد لموجة تصحيح سعري أو مرحلة تماسك قبل أي صعود جديد.