
ارتفعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية اليوم الخميس، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي وتلميحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باستمرار موجة التيسير النقدي، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت بنحو 20 جنيهًا مقارنة بختام الأمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 4940 جنيهًا، فيما صعدت الأوقية العالمية نحو 9 دولارات لتسجل 3669 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5646 جنيهًا، وسجل عيار 18 نحو 4234 جنيهًا، وعيار 14 نحو 3294 جنيهًا، بينما استقر الجنيه الذهب عند 39520 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت أمس الأربعاء بنحو 30 جنيهًا في السوق المحلية، بينما هبطت الأوقية العالمية بنحو 30 دولارًا، قبل أن تعود اليوم للارتفاع.
أسباب الارتفاع:
ارتفعت أسعار الذهب مدفوعة بعدة عوامل مترابطة، أبرزها ضعف الدولار الأمريكي بعد قرار الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، مما جعل الذهب أرخص نسبيًا للمشترين من خارج الولايات المتحدة وزاد الطلب عليه. كما عززت تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول حول احتمال خفض إضافي للفائدة خلال العام الجاري، جاذبية الذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا لكنه يستفيد في بيئة أسعار فائدة منخفضة.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، لا سيما الأجل العشري، ما خفّض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب وأدى إلى تدفق سيولة جديدة نحوه.
تحركات الأسواق عقب قرار الفيدرالي:
شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة فور إعلان الفيدرالي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو أول خفض منذ ديسمبر الماضي، ليصبح سعر الفائدة على الأموال لليلة واحدة بين 4.00% و4.25%. وارتفعت الأوقية فورًا لتلامس 3707 دولارات، قبل أن تعود للتراجع بعد المؤتمر الصحفي لجيروم باول الذي اتخذ نبرة حذرة إزاء التيسير الكمي المستقبلي، ما أدى إلى صعود الدولار مؤقتًا وهبوط الذهب عند ختام تعاملات الأمس.
وأشار الفيدرالي إلى الحاجة لخفيضين إضافيين خلال العام الجاري، في ظل مؤشرات ضعف سوق العمل وارتفاع البطالة تدريجيًا، بينما يظل التضخم أعلى من المستوى المستهدف، ووصف باول قرار الخفض بأنه “إجراء لإدارة المخاطر” مع التأكيد على اتخاذ قرارات “اجتماعًا بعد اجتماع” بناءً على البيانات الاقتصادية.
التوقعات الاقتصادية المحدثة للفيدرالي:
أظهر الفيدرالي في توقعاته الاقتصادية المعدلة نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.6% خلال 2025، و1.8% في 2026، و1.9% في 2027، مع بقاء معدل التضخم الأساسي عند 3.1% هذا العام و2.6% العام المقبل، واستقرار طويل الأجل عند 2% بحلول 2028.
مواقف البنوك والمؤسسات المالية:
توقع بنك ANZ تفوق أداء الذهب في بداية دورة التيسير النقدي، معززًا بدور المخاطر الجيوسياسية في دعم الطلب على الذهب كملاذ آمن. بينما أعلن صندوق SPDR Gold Trust انخفاض حيازاته بنسبة 0.44% لتصل إلى 975.66 طن، مقارنة بـ979.95 طن يوم الثلاثاء.
تأثير التوترات الجيوسياسية:
تلعب المخاطر الجيوسياسية دورًا بارزًا في دعم الذهب، في ظل استمرار الصراعات في أوكرانيا وقطاع غزة، وتحذيرات أوروبا من انتهاكات روسية للمجال الجوي، فضلاً عن فرض عقوبات محتملة على إسرائيل، مما يزيد من الطلب على المعدن كملاذ آمن.
وتترقب الأسواق اليوم صدور بيانات مطالبات البطالة الأمريكية الأسبوعية ومؤشر فيلادلفيا الصناعي، لتوفير صورة أوضح عن اتجاه السياسة النقدية المقبلة للفيدرالي ومستقبل أسعار الذهب.



